
تنسيق الرسائل العلمية باحترافية وفق معايير الجامعات
11 ديسمبر، 2025يعد وضع خطة رسالة دكتوراه في القانون من أهم الخطوات التي تحدد طريقك في رحلتك العلمية نحو نيل درجة الدكتوراه. لا تقتصر أهميتها على توجيهك فقط، بل في بناء الهيكل الأساسي لرسالتك والخطوات التي ستتخذها لإنجاز المراحل البحثية والمسار الذي تسلكه للوصول إلى أهداف الرسالة. كما تساعدك في صياغة الأسئلة والفرضيات، واختيار منهجية قانونية مناسبة لإنجاز مختلف مراحل البحث.
تقدم لك شورجيز هذا الدليل حول كيفية إعداد رسالة دكتوراه في القانون بصورة احترافية، كما سنتناول عناصر رسالة الدكتوراه في القانون مع توضيح كيفية اختيار الموضوع الرئيسي للرسالة.
كيفية وضع خطة رسالة دكتوراه في القانون
تتطلب عملية وضع خطة رسالة الدكتوراه في القانون خطوات منهجية دقيقة تتضمن الآتي:
- تبدأ بالتفكير العميق في الإشكالية البحثية التي لم تعالج بعد في المجال القانوني ومن ثم اختيار موضوع يمثل إضافة نوعية للمعرفة
- يليه مباشرة تحديد دقيق وعلمي لأهداف البحث وأسئلته المحورية التي تسعى للإجابة عنها في بحثك، وهو ما يشكل الأساس النظري للخطة.
- بعد ذلك، يجب عليك أن تبدأ بصياغة الفرضيات التي ستوجه عملية جمع وتحليل النصوص والمواد القانونية، قبل الانتقال إلى اختيار منهج البحث العلمي المناسب، سواء كان تحليلي، أو مقارن، أو تاريخي.
- لا تنتهي هذه العملية التنظيمية عند هذا الحد، بل تستلزم وضع إطار هيكلي تفصيلي للرسالة، مقسمًا إلى فصول البحث، مع وضع جدول زمني واقعي لضمان إنجاز المشروع ضمن الإطار الزمني المحدد.
ما عناصر رسالة دكتوراه في القانون؟
تنقسم رسالة الدكتوراه في القانون إلى ثلاثة أجزاء رئيسية (تمهيدي، وجوهري، وختامي)، يخدم كل منها غرضًا محددًا في إثبات أصالة البحث وعمقه العلمي.
أولاً: الأجزاء التمهيدية
وتأتي هذه الأجزاء قبل النص الرئيسي للرسالة وتتمثل في:
- صفحة العنوان : تحتوي على اسم الجامعة والكلية والقسم، عنوان الرسالة الكامل والدقيق، اسم الباحث، واسم المشرف ، وتاريخ المناقشة.
- الإهداء والشكر والتقدير: وهي صفحات اختيارية يُخصص فيها الباحث الشكر للمؤسسات والأشخاص الذين دعموه (مثل المشرفين، والأسرة، والزملاء).
- الملخص: هو ملخص تنفيذي لا يتجاوز صفحة واحدة، يوضح إشكالية البحث ومنهجه وأهم النتائج والتوصيات باللغتين العربية والإنجليزية.
- قائمة المحتويات: تُعد بمثابة خريطة طريق للرسالة، ويجب أن تكون مفصلة للغاية، تشمل الأبواب، والفصول، والمباحث، والمطالب، مع تحديد أرقام صفحات بداية كل جزء بدقة.
- قائمة الجداول والأشكال: وهي قائمة منفصلة تُخصص لكل جدول أو شكل أو رسم بياني تم استخدامه داخل متن الرسالة.
ثانياً: محتوى الرسالة
يمثل هذا الجزء العمق التحليلي والقانوني للبحث، ويتكون من:
- المقدمة:
تضم المقدمة كل من الإشكالية البحثية أو التساؤل الرئيسي الذي تسعى الرسالة للإجابة عليه كسؤال قانوني لم يُحسم بعد أو ثغرة تشريعية، وأهمية الموضوع نظريا وتطبيقيا، وأهداف البحث والمنهجية المستخدمة.
- المتن:
وهو العرض التفصيلي للمادة العلمية، حيث يتم تقسيم الرسالة إلى أبواب، تنقسم بدورها إلى فصول، والفصول إلى مباحث، والمباحث إلى مطالب، وهكذا. تتضمن المتن عرضًا شاملاً للنصوص القانونية، وتحليلاً معمقًا للأحكام القضائية ذات الصلة، ومناقشة الآراء المختلفة، وتقديم الرأي المدعوم بالأدلة والمقارنات.
- الخاتمة:
تضمن الخاتمة عرض النتائج والإجابات التي توصلت لها من بحثك فيما يخص الإشكالية البحثية والفرضيات التي تم اختبارها. يجب أن تكون النتائج مباشرة ومبنية على التحليل الوارد في المتن، مع توصيات أو مقترحات يوجهها الباحث إلى الجهات المعنية بناءً على النتائج التي توصل إليها، بهدف تطوير المنظومة القانونية.
ثالثاً: الأجزاء الإضافية
تأتي في نهاية الرسالة وتُستخدم للتوثيق والرجوع وتتمثل في:
- قائمة المراجع والمصادر : وهي القائمة الشاملة لجميع الكتب، والمقالات، والرسائل، والأحكام القضائية، والمواد التشريعية، والمقابلات التي تم الاعتماد عليها، مرتبة ترتيبًا أبجديا.
- الملاحق : تخصص لإضافة الوثائق الداعمة التي قد يجدها القارئ مفيدة، مثل نصوص اتفاقيات دولية كاملة، استبيانات البحث، أو نماذج عقود، إن وجدت.
- فهرس المصطلحات أو الموضوعات : وهي قائمة (غير إلزامية) بالكلمات المفتاحية أو المصطلحات القانونية الهامة المستخدمة في الرسالة، مع تحديد أرقام الصفحات التي وردت فيها.

كيف تختار الموضوع الرئيسي لرسالة الدكتوراه في القانون؟
لا يتم اختيار الموضوع الرئيسي عند وضع خطة رسالة دكتوراه في القانون بناء على التفضيل الشخصي فقط، بل يجب أن يستوفى عدة معايير أهمها:
- أن يتمتع الموضوع بالأصالة العلمية ، بمعنى أنه يعالج إشكالية قانونية لم يتم بحثها بشكل كافٍ من قبل، أو يقدم معالجة جديدة ومبتكرة لقضية قديمة، متجنباً التكرار الممل والتطرق للموضوعات المستهلكة.
- أن يكون الموضوع ملائماً لتخصصك الدقيق للباحث وللبيئة القانونية التي تدرس فيها، مع ضرورة أن تكون له أهمية عملية أو نظرية مثل تطوير مفهوم قانوني معين.
- أخيرًا، يجب التأكد من أن تكون المصادر والمراجع القانونية مثل التشريعات، والأحكام القضائية متوفرة ويمكن الوصول إليها، مع مراعاة الوقت المتاح لإنجاز بحث بهذا العمق والاتساع.
في الختام، يتضح أن وضع خطة رسالة دكتوراه في القانون هي عملية مبنية على اختيارات حاسمة. يجب أن ينطلق الباحث من قاعدة صلبة قوامها الأصالة، والملاءمة، والجدوى للتأكد من توفر الموارد والوقت. هذا التوازن يضمن أن الرسالة لن تكون مجرد وثيقة أكاديمية، بل مساهمة حقيقية وذات قيمة مضافة في حقل المعرفة القانونية.
والآن، نتطلع منك أن تشاركنا رأيك في التعليقات بالإجابة على السؤال التالي:
ما هي أصعب مرحلة من مراحل وضع خطة رسالة الدكتوراه من وجهة نظرك؟





